السبت، 16 أبريل 2011

دور العضلات الهيكلية المخططة في تحويل الطاقة

العضلات الهيكلية هي كل العضلات المرتبطة بالهيكل العظمي وتمكن من القيام بالحركات عن طريق التقلص وتتميز بصفة عامة بالاهتياجية أي القدرة على الاستجابة لعامل مهيج والقلوصية أي القدرة على التقلص.
 1 ـ دراسة تجريبية للتقلص العضلي( الظواهر الميكانيكية):
1 - 1 - العدة التجريبية:
توصل عضلة بطن الساق لضفدعة مخربة الدماغ و النخاع الشوكي بجهاز تسجيل التقلص العضلي الذي يسمى راسمة عضلية ثم نهيج العضلة إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ( تهييج العصب الوركي) فنحصل على تسجيلات تسمى رسوم تخطيطية عضلية .
1 - 2 - تحليل التسجيلات العضلية: الوثيقة
         أ - استجابة العضلة لاهاجة واحدة:
يمكن تقسيم المنحنى إلى ثلاثة أقسام:
ـ زمن الكمون : و هو المدة الزمنية التي تفصل التنبيه عن الاستجابة العضلية.
ـ مرحلة التقلص العضلي .
ـ مرحلة الارتخاء: أثناءها تعود العضلة إلى طولها الأصلي.
عند التنبيه الوحيد للعضلة نحصل على استجابة سريعة للعضلة تسمى الرعشة العضلية أو المخطط العضلي.
         ب - استجابة العضلة لاهاجات متباعدة ذات شدة متصاعدة:

الشدة S1 لا تحدث التقلص العضلي و تسمى شدة غير فعالة.
الشدة S2 التي تحدث فيها أول استجابة تسمى العتبة أو الريوباز .
انطلاقا من S2 و كلما ارتفعت شدة الاهاجة كلما ازداد وسع التقلص و عندما تصل الشدة إلى S4 يضل عندئذ الوسع في قيمته القصوى مهما ارتفعت شدة الاهاجة و هذا يفسر بكون العضلة تتكون من ألياف عضلية و كلما ازدادت شدة الاهاجة إلا و يزداد عدد الألياف المستجيبة و عندما تستجيب كل الألياف يبقى الوسع ثابتا في قيمته القصوى و هذا ما يعرف بقانون التجنيد أو الإجمال بحيث تضاف استجابة الألياف لبعضها البعض.
         ج - استجابة العضلة لاهاجات متتالية و متماثلة و فعالة :
ـ إذا وقع التهييج الثاني بعد انتهاء الاستجابة الأولى نحصل على رعشة معزولة بنفس الوسع.
ـ إذا وقع التهييج الثاني خلال مرحلة  الارتخاء تلتحم الاستجابتان بشكل غير تام مع وسع أكبر للثانية.
ـ إذا وقع التهييج الثاني خلال مرحلة  تقلص الاستجابة الأولى تلتحم الاستجابتان بشكل  تام و نحصل على رعشة واحدة  ذات  وسع كبير.
         د - استجابة العضلة لسلسلة من الاهاجات المتماثلة و المتقاربة:
ـ إذا كانت الاهاجات متباعدة تلتحم الاستجابات جزئيا و نتكلم عن كزاز غير تام.
ـ إذا كانت الاهاجات متقاربة تلتحم الاستجابات كليا و نتكلم عن كزاز  تام.
التقلص الطبيعي للعضلة في الجسم عبارة عن كزاز تام يعني أن الجهاز العصبي يرسل سيالات عصبية مستمرة و متقاربة.
        و - التعب العضلي:
نخضع العضلة لتنبيه واحد فنحصل على رعشة عضلية 1 ، بعد ذلك نخضعها لسلسلة  من الاهاجات الغير مسجلة و في النهاية نخضعها لتنبيه أخير فنحصل على المخطط 2 .
يتميز التعب العضلي بالزيادة في مدة الكمون و نقصان في وسع التقلص و إطالة مدة الرعشة.
 2 ـ الظواهر المرافقة للتقلص العضلي:
            2 ـ 1 ـ ملاحظات:
 خلال التمرين الرياضي يلاحظ إضافة إلى تقلص العضلات ( الظواهر الميكانيكية ) الظواهر التالية:
       ـ ارتفاع درجة حرارة العضلات .
       ـ ارتفاع كمية O2 المستهلك و CO2 المطروح ( ارتفاع التردد التنفسي)
       ـ ارتفاع التردد القلبي و الصبيب الدموي.
            2 ـ 2 ـ استنتاج:
التقلص في جوانبه الميكانيكية يكون مصحوبا بظواهر أخرى حرارية و كيميائية( طاقية).
            2 ـ 3 ـ الظواهر الحرارية:
تطرح الحرارة من طرف العضلة في مرحلين أساسيتين:
         ـ المرحلة الأولى: تحرر خلال الرعشة العضلية و تسمى الحرارة الأولية و تستغرق مدة وجيزة و يحرر جزء منها خلال مرحلة التقلص و الجزء الآخر خلال مرحلة الارتخاء.
         ـ المرحلة الثانية: تحرر بعد الرعشة العضلية و تسمى الحرارة المتأخرة و هي ذات شدة أضعف و تستغرق مدة أطول .



            2 ـ 4 ـ الظواهر الطاقية:
 المصدر المباشر للطاقة اللازمة للتقلص العضلي هي حلمأة جزيئة ATP
ATP + H2O ----------------------> ADP + Pi + 7,3Kcal
جزء من هذه الطاقة يستعمل في التقلص العضلي و الجزء الآخر يضيع على شكل حرارة التقلص.
                               ـ طرق تجديد ATP:  انظر الوثيقة
                              أ ـ تفاعلات سريعة لاهوائية لالبنية:Anaerobe alactique
   و هي مصدر الحرارة الأولية خصوصا حرارة الارتخاء .
   ـ التفاعل الأول :
ADP + ADP ------------ enzyme Myokinase----------> ATP +AMP + حرارة الارتخاء

   ـ التفاعل الثاني : تحتوي الألياف العضلية على مركب غني بالطاقة يسمى كرياتين فوسفاط أو فوسفاجين Creatine-P
ADP + Creatine-P --------------------------------------> ATP +Creatine + حرارة الارتخاء


                             ب ـ تفاعلات متوسطة لاهوائية لبنية:التخمر اللبني.Anaerobe lactique
في غياب O2 و بعد تفكيك الكليكوز إلى حمض بيروفيك يختزل هذا الأخير إلى حمض لبني .
C6H12O6 + 2ADP + 2Pi -----------------------> 2(CH3-CHOH-COOH) + 2ATP

يسبب تراكم الحمض اللبني انخفاض PH العضلة و بالتالي انخفاض فعالية الأنزيمات و انخفاض الإستقلاب العضلي مما يؤدي إلى التعب العضلي.
                             ج ـ تفاعلات بطيئة هوائية :Aerobe
في وجود O2 و بعد تفكيك الكليكوز إلى حمض بيروفيك يدخل هذا الأخير في التأكسدات التنفسية داخل الميتوكوندري و هي مصدر الحرارة المتأخرة.
C6H12O6  + O2  -------------> CO2 + H2O + 36ATP  + الحرارة المتأخرة


            
 2 ـ بنية العضلة الهيكلية المخططة:           
            2 ـ 1 ـ بالعين المجردة:
            2 ـ 2 ـ بالمجهر الضوئي:
                              أ ـ المقطع الطولي و العرضي:
تتكون العضلة من عدة ألياف عضليةMyofibres  على شكل حزم، ذات لون أحمر لاحتوائها على الخضاب العضلي و هو بروتين متخصص في نقل الغازات التنفسية و هناك أيضا وجود أوعية دموية و أعصاب.

مقطع عرضي لألياف عضلية
مقطع طولي لألياف عضلية
http://www.biomultimedia.net/archiv/muscle.htm
  
                              ب ـ بنية الليف العضلي:انظر الرابط

رسم تخطيطي جزئي ثلاثي الأبعاد لخلية عضلية= ليف عضلي
http://www.humans.be/physio%20muscle.html


                       
يمثل كل ليف عضلي خلية ضخمة متعددة النوى يصل طولها إلى عدة cm محاطة بغشاء ساركوبلاسمي و تحتوي على سيتوبلاسم (ساركوبلاسم) يوجد به العديد من الميتوكوندريات و شبكة ساركوبلاسمية كثيفة غنية بالكالسيوم،كما يحتوي على كمية من الغليوكوجين و الخضاب العضلي.و يبقى المكون الرئيسي لليف العصلي هو اللييفات العضلية التي تعطي المظهر المخطط للعضلات.

                     ج ـ بنية اللييف العضليmyofibrille:ملاحظة بتكبير 20.000
http://www.biomultimedia.net/archiv/muscle.htm
يتشكل كل لييف عضلي من تناوب أشرطة فاتحة I (رقم 3 )و أشرطة داكنة A (رقم 2 )، و يظهر وسط كل شريط داكن منطقة فاتحة تدعى المنطقة H و وسط كل شريط فاتح خط قاتم يدعى الحز Z ( رقم 1 ).
تسمى المنطقة المحصورة بين حزي Z متتالين ساركومير (رقم 5 ) و يعتبر هذا الأخير الوحدة البنيوية و الوظيفية للييف العضلي.
http://www.iav.ac.ma/veto/filveto/guides/phys/hossaini/agroveto/page/muscle/muscle.htm#paraII
  
            2 ـ 3 ـ بالمجهر الإلكتروني:
                             أ ـ فوق  بنية اللييف العضلي Myofibrille  :
يتشكل كل لييف عضلي من صنفين من الخييطات العضلية Myofilaments:
                       ـ خييطات سميكة مكونة من بروتين يدعى ميوزين .(رقم 7 )
                       ـ خييطات دقيقة مكونة من بروتين يدعى أكتين .(رقم 6 )
الشريط الفاتح I مكون فقط من الأكتين أما الشريط القاتمA يتكون من النوعين من الخييطات باستثناء المنطقة H حيث يتواجد الميوزين فقط.
http://coproweb.free.fr/pagphy/physioan/ch7s1.htm
                                ب ـ فوق بنية الخييطات العضلي:
  ـ خييط الميوزين يتكون من مئات جزيئات الميوزين و تتكون كل جزيئة من ساق و رأسين كرويين.
جزيئة  الميوزين
خييط الميوزين
http://www.snv.jussieu.fr/vie/dossiers/contractionmuscle/contractmuscle.htm

 ـ خييط الأكتين يتكون من مئات جزيئات كروية من الأكتين على شكل سلسلتين ملتويتين و ترتبط بهما بروتينات أخرى تدعى تروبونين و تروبوميوزين.

http://www.snv.jussieu.fr/vie/dossiers/contractionmuscle/contractmuscle.htm
خلاصة:
http://www.biomultimedia.net
انظر أيضا الرابط
 3 ـ التقلص العضلي:     
            3 ـ 1 ـ ملاحظة:

انظر ايضا الرابط
     
خلال التقلص العضلي نلاحظ :
 ـ اقتراب الحزات Z فيما بينها.
 ـ تقصير طول الساركومير و اختزال طول الأشرطة الفاتحة و استقرار طول الأشرطة القاتمة.
 ـ نقصان طول المنطقة H و أحيانا اختفائها . ايضا الرابط
               وبما أن طول الأشرطة القاتمة يبقى ثابتا فليس هناك تقصير للخييطات بل انزلاق فيما بينها .
            3 ـ 2 ـ كيف يتم انزلاق الخييطات فيما بينها؟
                             أ ـ معطيات:
ـ حقن لييف عضلي بالكالسيوم يؤدي إلى التقلص.
ـ ساركوبلاسم الخلية العضلية فقير من الكالسيوم بينما الشبكة السيتوبلاسمية غنية .
ـ عند إضافة الكالسيوم إلى خييطات الأكتين و الميوزين نلاحظ اتحاد رؤوس الميوزين بالأكتين و تشكل مركب الأكتوميوزين.
ـ في غياب الكالسيوم لا يتكون مركب الأكتوميوزين لأن مواقع اتحاد رؤوس الميوزين بالأكتين تكون مقنعة ببروتينات تروبونين و تروبوميوزين.
http://www.humans.be/physio%20muscle.html


                           ب ـ مراحل التقلص العضلي: الرابط

 1ـ عند التنبيه تصل السيالة العصبية إلى الشبكة السيتوبلاسمية الداخلية عبر أنابيب مستعرضة فتحرر الكالسيوم .
 2 ـ بوجود الكالسيوم يصبح مكان تثبيت الميوزين بالأكتين مكشوفا.
 3 ـ تشكل مركب الأكتوميوزين نتيجة اتحاد الأكتين برؤوس الميوزين هذه الاخيرة تكون مرتبطة بـ ADP و Pi .
 4 ـ يغادر ADP و Pi رؤوس الميوزين و تحرير الطاقة المخزنة في الرؤوس والتي تؤدي إلى دورانها، وبالتالي انزلاق خييطات الأكتين بالنسبة للميوزين.
 5 ـ عند توقف التنبيه يتم ضخ الكالسيوم إلى الشبكة السيتوبلاسمية الداخلية فتصبح مواقع اتحاد رؤوس الميوزين بالأكتين مقنعة من جديد و يتم تثبيت جزيئات ATP جديدة على رؤوس الميوزين مما يؤدي إلى انفصال رؤوس الميوزين عن الأكتين.
 6 ـ تتم حلمأة ATP الى ADP و Pi و تبقى الطاقة مخزنة في الرؤوس لتستعمل في التقلص الموالي.
 7 ـ تعود رؤوس الميوزين الى وضعهها الاصلي فيحدث الارتخاء.
http://www.sci.sdsu.edu/movies/actin_myosin_gif.html


مراحل التقلص العضلي


4 ـ خلاصة:     
 تحول العضلة الطاقة الناتجة عن حلمأة ATP ( طاقة كيميائية) إلى انزلاق  خييطات الأكتين بالنسبة للميوزين ( طاقة ميكانيكية) و يصرف جزء من هذه الطاقة على شكل حرارة ( طاقة حرارية) فالعضلة إذن محول للطاقة من حالتها الكيميائية إلى حالتها الميكانيكية و الحرارية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق